بداية الرحلة
للنشأة دور مهم فى تكوين شخصية الانسان فمن تعود ان تكون حياته كالماء الجاري فانه عند مروره باول مطب فى الحياة ينتكس وتخور عزائمه.
ولكن تعودنا على صعوبة الحياة مما أعطانا قوة فى الصمود ،امام المشاكل ،ومرونة للتغلب عليها.فبعد انقطاع عن الدراسة لمدة أربعة أعوام لظروف خارجة عن ارادتى اربعة سنوات كانت كفيلة بإحباط وابعدى عن الكلية نهائيا لكن عدت بكل قوة ،على الاقل فى المواد التى احبها ،ولكن كاى انسان فالطبيعية البشرية غالبة .فطبيعة الانسان الملل.خاصة ان معظم المواد على غير هواى .ولكن استطعت الخروج من الكلية والخروج من تلك المرحلة بافراحها واحزانها.
بمن عرفت فى حياتى فى مرحلة الدراسة ،بداية من اعدادى هندسة فى المينيا والسنة الاولى التى قضيتها فى القاهرة قبل انقطاعى عن الدراسة ثم السنوات الثلاثة التى استكملت فيها الكلية وهنا اريد ان الفت النظر الى انى رغم اننى لم ارسب فى سنوات الدراسة الا أنني تخرجت وعمرى ٢٧ سنة ورغم ذلك لم يصيبني الاحباط او تتوقف الدنيا وكنت اتعامل فى كل شئ فى الحياة كأنني حالة خاصة وكنت اعلم ان الله سيعوضنى خيرا.
الخروج الى سوق العمل
رغم خروجي الى سوق العمل فى وقت كانت فرص العمل صعبة جدا سنة 2001 فقد كانت هناك ازمة سيولة فى الجمهورية كلها والمعارف ليست كثيرة .ولكن عوضنى الله خيرا بداية بعدم دخولى للجيش .وبذلك وفرت سنة من الوقت .
وهنا بدأت فكرة عدم الرجوع الى بلدى بدون الحصول على عمل فكيف لى ان اخذ مصروفى من والدى وقد تخرجت وأصبحت مهندسا.
وهنا حدثت ثلاثة مواقف مهمة ربما تحدث فى حياة اى شخص منا ،فانت الان تحتاج الى اى عمل وبأي طريقة،بحثت فى جميع مجالات العمل.وهنا اريد ان الفت انتباه القارئ الى انه اذا اخذت بالأسباب المتاحة لك،كل الاسباب فاعلم انه سيأتي الفرح من حيث لا تحتسبها وبطريقه لا تتوقعها.
فمعظم المقابلات التي اجريتها طلب منى شهادة التخرج والتى لم اكن قد استخرجتها بعد .وكان ما ذكرته من البحث فى كل المجالات ،وبالفعل جاءتنى فرصتان عمل فى ان واحد .وكانت المقابلة في يوم الاحد.اتذكر ذلك اليوم جيدا .
١_ موظف امن فى شركة
٢_موظف مبيعات فى شركة اخرى
وبالفعل قمت بعمل مقابلة فى كليهما.
![]() |
الاختيار |
اولا مقابلتى مع صاحب شركة الأمن.
سالنى عن مؤهلى فذكرت له اننى حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية،فتعجب من ذلك ولكن زال التعجب بعد ان شرحت له موقفى وسبب بحثى عن عمل .احترم موقفى وتفهمه ،وقام باعطائي زيادة ٢٥% على راتبى .وتوعد ان يكون عملي فى أماكن جيدة وقريبة من العاصمة ،كما وعدني بانه فى حالة وجود اى فرصة لدى احد زملائه ان يذكرنى
له .ولا يجد مانعا فى تركى للعمل اذا وجدت عملا مناسبا لى.اتذكر ذلك الرجل جيدا واتذكر نصيحته واعجابه بى وباصرارى على العمل رغم عدم حاجتي الملحة لى.كما نصحنى بعدم الإفصاح عن مؤهلى لزملائي ،حتى لا يكون هناك ضغينة لى بينهم .واتفقنا على استلام مهام العمل يوم الثلاثاء وكانت العهدة (مسدس صوت ،والزى، وعصا مطاط).
مقابلتى مع شركة الدعاية والاعلان
وخرجت من عنده متوجها الى شركة الدعاية والاعلان .وقمت بمقابلة مسؤولة الموارد البشري
قالت:انت مهندس كيف سنستفيد بك فى الدعاية؟
قولت لها:لس كل من يعمل فى المجال متخصص فيه .
وافقوا على عملى لديهم وعرضو على مرتب اعلى من المرتب الذى كنت ساخذه فى شركة الامن.وفرصة للتفكير.
وحدثت المفاجأة فقد قرات اعلان صغير فى جريدة محلية عن شركة تحتاج مهندسين للعمل .على الفور اتصلت على الشركة وحددو موعدا للمقابلة .وكانت هذه المقابلة مهمة جدا فقد تحدد عليها الكثير فيما بعد..
استلامي للعمل كمهندس
![]() |
احلامى تتحقق |
ذهبت صباحا الى مقر الشركة رغم بعد المسافة فقد كنت فى عين شمس فى القاهرة ، والشركة فى اخر شارع فيصل فى الجيزة .وكنت اعلم انه سيتم سؤالى عن شهادة التخرج والتى لم اكن املكها بعد.وجدت عددا من المهندسين من جميع الاعمار والخبرات والكل فى حاجة للعمل .حتى جاء دورى على المقابله.
دخلت فاذا بمكتب متوسط يجلس امامه رجل فى الاربعينات من عمره ،وبجواره شيشة واسمه (فلان الشريف)كانت اسئلة المقابلة اسئلة شخصية لا ترتقى لمستوى مهندس .فعلمت انه ليس مهندسا.وقد ذكرت له لقب الشريف المكتوب فى اسمه .سالته :هل انت من الاشراف؟
فقال :نعم
قولت :اذا انت من اقاربى
وبهذا استطعت ادارة المقابلة وقلبها الى صالحى.وعلمت انه من بلدى وانه من الحجاجية من الاقصر.
وبغض النظر عما حدث بعد ذلك .ولكن الجيد فى الموضوع اننى قوبلت فى الشركة واننى سوف استلم العمل يوم الثلاثاء.وقال لى اطلع على العنوة البحرية والتى لم اكن اعرفها.وكان المشروع مدرسة .كان الاتفاق على (مرتب ٣٠٠ج +سكن +مواصلات+حافز).
اكثر ما اعجبنى شعور الفرح الذى لمسته عند المدير الذى كنت أعمل لديه عامل امن فقد اتصلت به للاعتذار منه وقد دعى لى وأوصاني بأخذ الحذر.وقد اتصلت ايضا بشركة الاعلام للاعتذار منهم ايضا فاحترمو موقفى.وكانت هذه الشركة بداية الرحلة.
No comments
Post a Comment